المركبات الكهربائية ومستقبل زيوت التشحيم: هل سينتهي دور الزيت أم سيتحول؟

نهاية حقبة أم بداية تحول؟

لطالما كانت زيوت التشحيم حجر الزاوية في صيانة وتشغيل محركات الاحتراق الداخلي التي تقود معظم مركباتنا. ومع التحول المتسارع نحو المركبات الكهربائية (Evs) مدفوعة بالوعي البيئي والتطور التكنولوجي، يبرز سؤال جوهري: هل نشهد أفول عصر زيوت التشحيم أم مجرد تحول في وظيفتها؟ الإجابة ليست بسيطة، لكنها تؤشر إلى إعادة تشكيل جذرية في عالم التشحيم والصيانة.

دور زيوت التشحيم في محركات الاحتراق الداخلي

زيوت التشحيم التقليدية تؤدي وظائف متعددة، أهمها تقليل الاحتكاك بين الأجزاء المتحركة، تبريد المحرك، منع التآكل، وتنظيف الرواسب. في محركات البنزين والديزل، تلعب هذه الزيوت دورًا حاسمًا في ضمان الأداء الأمثل وطول عمر المحرك.

كيف تعمل المركبات الكهربائية؟ وأين تختفي الحاجة للزيت؟

المركبات الكهربائية تعتمد على محركات كهربائية تعمل بطاقة البطاريات، ما يعني غياب مكونات رئيسية تتطلب تشحيمًا مكثفًا، مثل المكابس، الصمامات، وحاقنات الوقود. وبهذا، تقل الحاجة للزيوت التقليدية بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالمركبات التقليدية، وفقًا لدراسة نشرتها شركة "ExxonMobil" عام 2023.

لكن هذا لا يعني انعدام الحاجة كليًا. فالمركبات الكهربائية تحتوي على مكونات تتطلب التشحيم مثل:

* محامل المحرك الكهربائي.

* تروس ناقل الحركة أحادي السرعة.

* أنظمة التبريد والفرامل.

زيوت جديدة لعصر جديد: التركيز على الزيوت الصناعية والسوائل التقنية

بدلاً من الزيوت المعدنية التقليدية، تزداد الحاجة لسوائل تشحيم صناعية مصممة خصيصًا للمركبات الكهربائية. هذه الزيوت تتمتع بخصائص مميزة مثل:

مقاومة عالية للتأكسد.

توافق كهربائي (low conductivity).

قدرة على تبريد الأنظمة الإلكترونية والبطاريات.

وتقوم شركات مثل: "Shell"، "TotalEnergies"، "Castrol" بتطوير خطوط إنتاج جديدة من زيوت وسوائل EV متخصصة، أبرزها "Castrol ON" المصممة خصيصًا لمحركات وتروس EV.

تأثير التحول على صناعة زيوت التشحيم

التحول نحو المركبات الكهربائية يفرض تحديات كبيرة على قطاع زيوت التشحيم الذي تبلغ قيمته السوقية حوالي 150 مليار دولار سنويًا. وفقًا لتقرير "McKinsey" لعام 2022، من المتوقع أن ينخفض الطلب على زيوت المحركات التقليدية بنسبة 30% بحلول 2030. ومع ذلك، ستنمو فئات جديدة من الزيوت الصناعية وسوائل التبريد الذكية، ما يوفر فرصًا جديدة للابتكار والنمو.

خاتمة: تحوّل لا نهاية! 

في ضوء التطور التقني والاتجاه العالمي نحو الطاقة النظيفة، لا يمكن القول إن زيوت التشحيم ستنتهي، بل ستتحول. نحن أمام إعادة تعريف لدورها ووظائفها بما يتناسب مع الأنظمة الكهربائية الحديثة. الشركات التي تدرك هذا التغيير وتتكيف معه ستكون الرابح الأكبر في المستقبل القريب.