من المصنع إلى المستهلك: نفط الشرق تُحدث نقلة في سوق خدمات السيارات بـ Petro Neft

في خطوة استراتيجية تمثل تحولًا نوعيًا في مسار النمو والتوسع، أعلنت شركة نفط الشرق للصناعات الكيماوية بتاريخ 29 يوليو 2025م عن إطلاق نشاطها الجديد في مجال مراكز خدمة تبديل زيوت السيارات تحت الاسم التجاري "Petro Neft". يأتي هذا الإعلان ضمن إطار جهود الشركة الحثيثة لتعزيز التكامل الرأسي لأعمالها في قطاع زيوت التشحيم، من خلال تقديم خدمات مباشرة للمستهلكين، وتوسيع نطاق العلامات التجارية المملوكة لها في السوق السعودي، وذلك بهدف تحقيق قيمة مضافة أعلى عبر سلسلة الإمداد والإنتاج والتوزيع. 

انطلاقة طموحة: 7 فروع كمرحلة أولى

بدأت شركة نفط الشرق تنفيذ مشروع "Petro Neft" فعليًا بتشغيل سبعة فروع موزعة في عدد من مدن المملكة كمرحلة أولى ضمن خطة توسعية شاملة ومدروسة. تستهدف هذه الخطة الوصول إلى أكبر شريحة من العملاء في المملكة، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات الصيانة السريعة وتبديل الزيوت بجودة عالية وأسعار منافسة. وقد روعي في اختيار المواقع الأولية أن تكون ضمن مناطق ذات كثافة سكانية عالية وحركة مرورية نشطة، مما يعزز فرص النجاح التجاري منذ المراحل المبكرة.

تعزيز التكامل الرأسي وتنويع مصادر الدخل

يمثل مشروع "Petro Neft" نموذجًا واضحًا للتكامل الرأسي الذي تسعى إليه الشركات الصناعية الكبرى بهدف تعزيز السيطرة على سلاسل القيمة، وتوسيع العائدات من خلال التوسع في مراحل ما بعد الإنتاج. فبدلاً من الاكتفاء ببيع الزيوت بالجملة أو عن طريق الموزعين، توفر شركة نفط الشرق الآن تجربة استهلاكية متكاملة عبر نقاط خدمة مباشرة، مما يسمح لها بتحقيق هوامش ربح أفضل، وتقديم قيمة مضافة للمستهلك النهائي، وتعزيز ولاء العملاء للعلامة التجارية.

كما يسهم هذا النشاط الجديد في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على نموذج التوزيع التقليدي، بما يتماشى مع التوجهات الاقتصادية الحديثة ورؤية السعودية 2030، التي تشجع على الابتكار وتوسيع قاعدة الإيرادات في القطاعات الصناعية والخدمية.

تمويل ذاتي يعزز الاستقلالية

من اللافت أن شركة نفط الشرق تمول هذا المشروع بالكامل من مواردها الذاتية دون اللجوء إلى أي قروض مصرفية أو شراكات خارجية. ويعكس هذا القرار متانة المركز المالي للشركة، وقدرتها على توجيه الأرباح المتراكمة نحو استثمارات ذات أثر استراتيجي طويل المدى.

كما أنه يعزز من مرونة الشركة في اتخاذ قراراتها، ويجنبها ضغوط التمويل الخارجي التي قد تؤثر على سياساتها التشغيلية أو خططها التوسعية. هذه الاستقلالية المالية من شأنها أن توفر بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا للمشروع، وتدعم استمراريته حتى في حال حدوث تقلبات اقتصادية أو تحديات في السوق.

تحديات قصيرة المدى مقابل نمو طويل الأجل

تعترف الشركة بأن إطلاق "Petro Neft" قد يصاحبه ارتفاع مؤقت في التكاليف التشغيلية والرأسمالية، مما قد يؤدي إلى تراجع نسبي في هامش الربح خلال الفترة القريبة. ومع ذلك، فإن النظرة الاستراتيجية للمشروع تتجاوز هذه التحديات قصيرة الأمد، وتركز على ما يمكن أن يحققه على المدى البعيد من نمو مستدام وربحية عالية.

فبفضل قاعدة عملاء قوية، وخبرة صناعية تمتد لأكثر من عشرين عامًا، وتكنولوجيا إنتاج متقدمة، فإن لدى شركة نفط الشرق القدرة على الاستفادة من هذا التوسع الجديد لتعزيز مكانتها التنافسية، سواء داخل المملكة أو على مستوى المنطقة.

التزام بالشفافية وتلبية تطلعات المساهمين

أكدت الشركة التزامها الكامل بالإفصاح عن أي تطورات جوهرية تتعلق بالمشروع في حينه، وذلك ضمن نهجها المؤسسي القائم على الشفافية، والتواصل الفعال مع المساهمين والعملاء على حد سواء. ويُعد هذا الالتزام مؤشرًا على احترافية الشركة في إدارة مشاريعها، وحرصها على إرساء الثقة لدى الأطراف ذات العلاقة كافة.

مستقبل واعد في قطاع خدمات المركبات

يمثل دخول شركة نفط الشرق إلى سوق خدمات المركبات نقلة نوعية، ويضعها في موقع متقدم ضمن سلسلة القيمة المضافة في قطاع الزيوت. فمن خلال "Petro Neft"، لا تكتفي الشركة بإنتاج الزيوت بل توفر حلًا متكاملًا يبدأ من التصنيع وينتهي بالخدمة المباشرة للمستهلك.

ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في رفع مستوى المنافسة في السوق المحلي، وتحفيز تقديم خدمات أكثر تطورًا وأعلى جودة في مراكز تبديل الزيوت، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على تجربة المستهلك النهائية. 

يمثل إطلاق "Petro Neft" فصلًا جديدًا في مسيرة التطور والنمو لشركة نفط الشرق، ويؤكد عزمها على التوسع نحو آفاق جديدة تجمع بين التصنيع والخدمة، والاستثمار طويل الأجل والتنمية المستدامة، بما يعزز من مكانتها كشركة سعودية رائدة ومتميزة على المستويين المحلي والدولي.